قتل ابنه انتقاما من زوجته!
لم تكد رنا تسمع من اهلها خبر خطبتها لسامي حتى كادت تفقد عقلها، فهي تعلم ان سيرة سامي سيئة وأنه سكير وصاحب مشاكل، وحاولت عندما أتى اهله لزيارتهم الرسمية لإتمام ما عزموا عليه ان تفسد هذا الأمر بأن وضعت الملح بدل السكر في القهوة التي قدمتها لهم حسب طلب اهلها!..
وحاولت ان تفسد وجهها علهم يعيدون النظر في هذا الأمر إلا ان جميع محاولاتهم باءت بالفشل وتمت قراءة الفاتحة وتم الاتفاق على المهر وعلى كل التفاصيل وحدد يوم العرس الذي كان اسرع مما توقعت رنا.
تزوجت رنا من سامي. ومنذ اليوم الأول توعدها وكان يعلم رفضها له، وبأنه سيذيقها الأمرين وبأنه سيطلقها ملحقا العار بها. ورغم ان رنا نقلت ما سمعته من زوجها الى اهلها الا أنهم رفضوا تصديقها واتهموها بأنها تبالغ وأنها يجب ان تتأقلم وتعتاد على زوجها وان أمورا كثيرة تحصل بين الازواج، لا يقف المرء عندها ويبقى الزواج مستمرا.
أدركت رنا ان هذا هو قدرها وعليها ان تتعايش معه لعل الله يجد لها مخرجا، كما ادركت ايضا ان حياتها قد بدأت تأخذ مسارا غير مريح وان المعاناة ستصيبها خاصة عندما طلب منها زوجها في اليوم الثاني للزواج ان تشاركه الشراب، وعندما رفضت ضربها وأصر عليها فرفضت، إلا انه زاد من ضربها وتركها تلك الليلة. وفي اليوم الثاني طلب منها ان تشرب معه وكان متيقنا ان الضرب قد أدى الى نتيجة، فرضخت رنا للأمر إلا انها لم تكن تفرغ الكؤوس في جوفها إنما في حوض الزينة الذي كان موجودا بجانبها.
مرت الأيام ليدخل عليها سامي حاملا معه كيسا صغيرا طلب منها ان تخفيه في صندوقها الخشبي الخاص بأمتعتها وفعلا قامت بوضعه في الصندوق خاصتها ولكن ما ان غادر سامي الغرفة حتى أخرجته ووضعته في صندوق أمه الخشبي.
وبعد ايام ادعى سامي السفر الى دمشق التي تبعد ما يزيد ساعة عن قريته وقال انه ربما اضطر للمبيت، وفي ساعة متأخرة من الليل حضر احد معارفه طالبا منها الكيس الذي اخفته في الصندوق، ولكنها انكرت الكيس وعدم معرفتها به فإذا بضابط الأمن الجنائي الذي كان يتوارى خلف الشخص الذي ارسله زوجها يطلب منها تفتيش المنزل، وتم تفتيش المنزل وخاصة غرفة رنا وسامي بالتحديد الصندوق الخشبي الذي كانت رنا قد وعت لهذه الخديعة فلم تحتفظ بالكيس في صندوقها، ولم يجد الضابط أي شيء وقفل عائدا.
حضر سامي وادعى ان زوجته تتاجر بالمخدرات وانها سيئة السمعة فاضطر اهلها الى اخذها الى بيتهم ورفع دعوى طلاق. اثناء المحاكمة طلب القاضي من رنا ان تقول كل شيء تعرفه عن زوجها خاصة ان سجله كان حافلا بالقضايا، وبالفعل باحت رنا بكل ما كان يفعله سامي معها وطلبت من المحكمة تفتيش صندوق امه، وبالفعل تم تفتيش صندوق والدة سامي وتم العثور على الكيس المملوء بالمخدرات، واقتيدت والدة سامي وسامي إلى السجن. اخلي سبيل سامي وبقيت والدته لفترة في السجن وأخلي سبيلها فيما بعد.
خلال تلك الفترة رزقت رنا طفلا من سامي وكانت قد حصلت على الطلاق، كانت فرحتها عارمة ولكنها لم تدم عندما شاعت تهديدات سامي بالقرية كلها بالانتقام منها.
امتثلت رنا لقدرها بتربية ابنها والبقاء في المنزل. وفي احدى المرات زارت رنا طبيب القرية لمعالجة طفلها الذي ألمت به وعكة صحية. وصف الطبيب العلاج اللازم للطفل وسألها ان تعود به بعد ايام. تكررت زيارتها للطبيب الذي روت له معاناتها وخوفها من بطش مطلقها، ووجد الطبيب نفسه امام حالة انسانية تستوجب الوقوف الى جانبها، وبما ان رنا متعلمة وحاصلة على الشهادة الثانوية أقنعها بضرورة تعلم التقنيات الحديثة وساعدها في التعلم على الحاسوب وشعر نحوها بانجذاب، قرر معه التقدم لخطبتها.
ثارت ثائرة سامي الذي ذهب الى الطبيب مهددا ومتوعدا، ولكن الطبيب احضر الشرطة وتم تسجيل ضبط بعدم التعرض له.
هذا الموقف جعله يفكر بالانتقام من مطلقته فعزم على قتلها هي وابنها، اصبح سامي يترصدها ويراقب المنزل لتتاح له فرصة التنفيذ التي أتته عندما خرج اهلها لعيادة قريب لهم مريض، ولم يبق في المنزل سوى رنا وطفلها الرضيع.
خلع سامي الباب برجله فواجهه كلب المنزل فرماه برصاصة من مسدسه، حاولت رنا الهروب الى إحدى الغرف وأوصدت الباب خلفها الا أنه خلع الباب وحاولت القفز من النافذة الا أنه عاجلها برصاصة اصابتها في كتفها فارتمت من النافذة فظن انها فارقت الحياة، وبدأ يبحث في الغرف عن الطفل ووجده نائما في سريره فأطلق عليه طلقات عدة، ثم ولى هاربا على اثر دخول الناس الذين شاهدوا وعلموا أنه نفذ تهديده وشاهدوا الطفل مضرجا بدمائه.
مما لا شك فيه ان العدل كان لا بد ان يطبق عليه، فصدر بحق سامي حكم بالاعدام على ما اقترفت يداه الآثمتان وسلوكه الشائن.